قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " [ رواه البخاري و النسائي ]
و قال : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " [ رواه البخاري و مسلم ]
ثبت علمياً أن السواك يحتوي على نسبة كبيرة من الفلورايد و غيره من المواد التي لها الأثر الفعال في نظافة الفم ..
فقد
أثبتت الأبحاث الطبية بالإضافة إلى ذلك احتواءه على المضادات الحيوية و
قلويات و مواد مطاطية و شمعية [ مأخوذة من نباتات لها أسماء علمية و هي "
دايوسبايروس ، و جالثيرية و نباتات الجرافسيتية " ] و صمغية و الكلورين و
فيتامين " ج " .
أما
مادة " الفلورايد " التي وجدت في أعواد السواك فلها دور في تخفيف و منع
أمراض التسوس و ذلك من جراء تفاعل الفلورايد مع إحدى مكونات السطح الخارجي
للأسنان ، و تسمى " الهيدروكس أباتيث " و التي تتحول إلى مادة تسمى "
فلورا أباتيث " .. و هذا الناتج الأخير له مقاومة عالية ضد ذوبان الأحماض
التي تفرزها البكتريا أثناء وجود مرض التسوس .
كما يعمل " الفلورايد
" على تقليل حموضة الإفرازات البكتيرية في داخل الفم مما يقلل من سرعة
ذوبان أجزاء الأسنان الخارجية في هذه الأحماض .
و يساعد " الفلورايد "
على إعادة ترسيب المادة المفقودة من الأسطح الخارجية المتأثرة بالتسوس ،
مما يزيد من مقاومتها مستقبلاً للتسوس .
و الأثر الآخر للفلورايد .. هو
إحباط نمو البكتريا المسببة للتسوس في الفم .. فالفضلات المترسبة على
الأسنان تزال بالحركة الميكانيكية في استخدام السواك مما يجعل شعيراته
تقوم بتدليك اللثة و تنشيط الدورة الدموية فيها .. و هي العملية المسماة "
المساج " .
أما المادة الكيمائية الأخرى و الأساسية أيضاً في السواك
فهي " السليكون " و لهذه المادة تأثير على إزالة الفضلات و الألوان
المترسبة على الأسطح الخارجية للأسنان [ " السواك أجر وعلاج " : د . عبد
الله الشمرى " المجلة العربية : مارس 1985 " بتصرف ] .
أما القلويات
الموجودة في السواك فإنها تعطي نكهة و طعماً طيباً للسواك و كذلك لها أثر
على توقيف نشاط البكتريا في الفم .. و بعض هذه القلويات لها تأثير فعال
على إيقاف الالتهابات في اللثة و الأنسجة المحيطة بالأسنان .
كما
يحتوي السواك على مادة التانين و مواد شمعية .. و عند استخدام السواك تعمل
هاتان المادتان على شد الأنسجة المخاطية المرتخية للثة و الأنسجة المحيطة
بها مما يعطي هذه الأنسجة قوة و شدة و تماسك أكثر .. و تكّون المواد
الشمعية في السواك طبقة عازلة تغلف الأسطح الخارجية للأسنان مما يساعد على
زيادة مناعتها ضد التسوس .
و في دراسة علمية أجريت في الباكستان عام
1981 على انواع السواك المشتقة من نباتات " الدياليوم جينيز " ونباتات "
دايوسبايروس "و " الفنارا زانتوا كسلوايد " كان من نتائجها وجود مواد في
السواك تقلل و تمنع الإصابة بسرطان الفم ، لدرجة أن المعهد الوطني للصحة
في الولايات المتحدة الأمريكية أجرى بعض التجارب على مستخلصات نباتات "
الفتارى مكروفيلا " و التي تستخدم في بعض أنواع السواك .. و ذلك لدراسة
مدى فعاليتها ضد أمراض السرطان ، و كانت النتائج تدل على وجود مركبات
كيمائية في هذه النباتات تمنع نمو بعض أنواع الأمراض السرطانية .. و
بالتالي ثبت أن الذين يستخدمون السواك باستمرار أقل عرضة للإصابة بسرطان
الفم من الذين لا يستخدمون السواك .
و
في قسم الأبحاث بالشركة السويسرية للأدوية في بازل تم إجراء التجارب
العلمية على خلاصة السواك .. فجاءت النتائج القاطعة و المذهلة باحتواء
السواك و المعروف علمياً باسم" سلفا دور ابرزيكا " على مواد قاتلة لجراثيم
الفم الضارة التي تسبب التهابات اللثة و تسوس الأسنان .
و قد استخدمت
خلاصة السواك بعد استبعاد بعض الشوائب في صناعة معجون الأسنان [ تحت عنوان
آخر مبتكرات أوربا من معجون الأسنان " مجلة الاعتصام " عدد يناير سنة 1986
كتب الأستاذ عبد التواب يوسف يقول : يثبت العلم الحديث صواب ما تحدث به
رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا أتطلع إلى علبة معجون أسنان مستوردة
من سويسرا مكتوب عليها " معجون الأسنان الذي يحتوي على خلاصة المسواك
النقية من الشوائب و التي ثبت علمياً فاعليتها في قتل جراثيم الفم الضارة
" ، ثم يقول : .. و يعلم الله كم اهتزت مشاعري و أنا أنظر لحروف كلمة "
مسواك " باللغات الثلاثة العربية و الإنجليزية و الفرنسية .. و تجيء
النشرة الداخلية باللغات الثلاثة و قد تصدرها الحديث النبوي الشريف : "
السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " ] .
و قد أصبح هذا المعجون أول معجون
في العالم يحتوي على خلاصة السواك النقية و الطبيعية و لا يحتوي على أية
مواد كيميائية بآثارها الجانبية ، و يأتي دليلاً قاطعاً على الإعجاز
العلمي في الحث على استعمال السواك .
و في إحدى الدراسات الطبية التي
أجريت عام 1980 لمعرفة مدى فاعلية استخدام السواك على نظافة الأسنان و
اللثة و تقليل نسبة التسوس شارك فيها 887 شخصاً يستخدمون السواك في جنوب
غانا : منهم 450 رجلاً و البقية نساء … و كانت نتائج البحث تدل على أن
83.7 % من مجموع المشاركين في البحث لا يعانون من فقد أسنانهم .. و كانت
نسبة التسوس في الأسنان قليلة ..
و عللت هذه الأبحاث أسباب ذلك باحتواء
السواك على نسب عالية من عنصري الفلورين و السيليكون اللذين لهما تأثير
على إيقاف نشاط البكتريا المسببة لتسوس الأسنان .
و
هكذا بينت الدراسات الحديثة … و بعد مرور أربعة عشر قرناً أن فعالية
السواك ترجع إلى تكوينه الكيميائي بالإضافة إلى احتوائه _ كما رأينا _ على
بعض الخصائص الدوائية الفعالة .
و من ذلك يتجلى الإعجاز العلمي في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم